[مقالة]التأسيسية وصراع الهوية

لم يعد خافيا على أحد أن الأحداث التى تقع فى مصر هذه الأيام من قبل تحالف غير مقدس بين القوى الليبرالية والكنيسة وفلول النظام السابق لإشعال الفوضى فى البلاد إحداث حالة من الارتباك للرئس والحكومة والإسلاميين للضغط عليهم فى الجمعية التأسيسية حتى يخرج دستور البلاد معبراً عن انتماء آخر غير انتماء هذا الشعب إلى الاسلام بأى ثمن كان ولو كان تخريب البلاد ، حين تصل الجرأة إلى التصريح فى بلد مسلم بأن مادة تفسير مبادئ الشريعة بما لايخالف فيه مسلم مادة كارثية مع أنها صادرة من هيئة كبار علماء الأزهر الشريف .

وأن الدستور الذى يعد يعبرعن هوية أخرى غير هوية مصر فقد ظهرت مكنونات النفوس والضمائر والرغبات الأكيدة فى فصل مصر عن الجسد الاسلامى .

والحقيقة أننا قد ظننا أن شعارات التوافق والتعاون وكلمات الثناء والمديح للأسلاميين وقبول الشريعة أنها تعبر من صدق قائليها ،ثم قدر الله لنا من حيث لا نحتسب أن تكشف النوايا والمقاصد الحقيقية ، فمعنى التوافق عندهم أن توافقهم على أهوائهم ، ومعنى الوسطية هو أن تحلل من الدين ، ومصلحة الوطن عندهم هى فى السيطرة على مقدراته ومقدرات الشعب مهما أدت هذه المحاولات إلى الخراب .

وأتعجب كثيراً ممن يتهم التأسيسية (بسلق) الدستور ، ولما انسحبوا منها أعدوا دستورهم فى نحو الأسبوع وليست 6 أشهر من العمل الدءوب المتواصل .

وأتعجب ممن يتهم غيره بأنه لايعبا بالصدام ولا يهتم بأمر الدماء ، وهو بالليل والنهار يضرب قوات الأمن بالأسلحة النارية والحجارة ويجرح من يجرح ويقتل من يقتل ؛ فالمسألة ليست تعظيم الدماء والحرمات ، لكنها قضية مصالح طائفية حزبية ضيقة.

وأعجباً لمر المؤمن إن أمره كله خير ، فقد وحدت الأحداث الفصائل الاسلامية فى رؤيتها وحركتها ، نسأل الله أن يتم نعمته علينا بإظهاره لدينه وإعلاء كلمته وتحكيم شريعته قال تعالى :" يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ(33)" (التوبة)