بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين .. أما بعد :
منذ الإنقلاب الدموي الذي حصل في مصر والأوضاع كل يوم تزداد اختناقاً ويزداد الإعلام كذباً ودعماً للانقلاب وما يزداد أهل الحق الأحرار إلا إصراراً وإيماناً بقضيتهم .. فكلما زاد النظام في القتل والاعتقال للمعارضين له ازداد الإنقلابيين تصفيقاً وازداد الأحرار ثباتاً .. ولكن هل سنظل هكذا هم يقتلون ونحن ثابتون ؟!! هم يحملون علينا الأسلحة ويعتقلونا ونحن نواجههم بالهتافات ؟!!...
والله ما طال بنا الأمر إلا لمخافتنا للحق واستخدام وسائل خاطئة لتحقيق حلمنا .. ومن هذه المخالفات ..
المخالفة الأولى .. الدفاع عن صنم العجوة .. :
صنم العجوة أو كما يطلق عليه " الديمقراطية ".. هذه الكلمة ليست مجرد كلمة أو تعبير بسيط بل هي عقيدة عند أصحابها وشأنها كشأن كل العقائد الباطلة يستخدمها أصحابها لقضاء حاجاتهم فإذا ماجاعوا أكلوها ..
والعجب ليس في هذا ولكن العجب كل العجب أننا نرى فيمن ينتمون للإسلاميين ويحملون المشروع الإسلامي تمسكاً عجيباً بهذه الكلمة بل ويستخدمونها في سبيل الدفاع عن الشريعة والدعوة للمشروع الإسلامي ..!!!
هل هذا يُعقل ؟!! أولم تروا أن أصحابها قد كفروا بها ؟!! فهل من العقل والحكمة أن نؤمن نحن بها ونتحايل على الشرع لكسب ثقة الناس بنا .. هل يصح في دين الله أن نطلب النصر من الله ونحن نشرك به ونتبع أفكار وعبارات تخالف شرعه ؟!!..
بل يجدر بنا أن نكون أول من يكفر بهذه العبارات والأفكار ابتغاء مرضات الله وإثباتاً لله وللعامة أننا لا نسعى إلا لإحقاق الحق وتحكيم شرع الله جل وعلا .. أكفروا بالديمقراطية وأعلنوها لله خالصة .. كما تدعون " هي لله هي لله "
المخالفة الثانية .. الإسلامية للفنون الشعبية .. :
من الطبيعي أن ترى من أصحاب المنهج الباطل والعقائد الباطلة تصرفات غريبة وتسمع أذنيك منهم كلمات عجيبة ويشت عقلك من إسلوبهم في عرض قضاياهم فهم لا يعرفون غير الأساليب الشيطانية في حياتهم ولا يملكون غير الحيل وهي ما يستخدمون دائماً..
ولكن ليس من الطبيعي أبداً أن ترى من أصحاب المنهج السليم وأصحاب المشروع الإسلامي هذه الأساليب وتعرف عنهم هذه التصرفات .. تراهم لما يخرج الإنقلابيون علينا بأغنية يسارعوا بتأليف أغنية مضادة ويستخدموا فيها نفس الموسيقى واللحن ..
بل وتجد مجاملات من بلدان أخرى بأغنية ذات موسيقى قمة في الاستفزاز والعجيب أن إسمها " مصر إسلامية " كيف تكون إسلامية وهذه الموسيقى والسفه فيها ؟!! .. والمستفز أيضاً في هذا الشق أنهم انحرفوا للأغاني الشعبية واستخدام ألفاظ لو عُرضت على إبليس لاستحيا منها .. وإذا واجهت أصحاب هذه الأساليب يكون تبريرهم أنك لابد أن تصل لكل مستويات الفكر ونحن نسعى لإيصال قضيتنا لكل الناس ... ما هذا السفه ؟!!
قل لي بالله عليك هل يضرك أن تكون أغانيك خالية من الموسيقى وهذه الألفاظ البذيئة ؟!! .. إذا أردت أن توصل صوتك وقضيتك لكل المستويات كن ثابتاً صاحب منهج وقضية حق وارفعهم إلى مستواك لا تتدنى أنت لمستواهم .. فأنت بإسلوبك هذا تضيع هيبتك وتقلل من شأن قضيتك وتحقر من هدفك .. ولا تقنعنى أن ينصرنا الله وهو يرى هذه التصرفات منا ..
المخالفة الثالثة .. الأعداد الرهيبة واستعجال النصر .. :
من المخالفات الكبيرة جداً في صفوف المعارضين للإنقلاب الإغترار بالعدد في المسيرات والمظاهرات فتجدهم يتحدثون غالب الأوقات عن عدد المسيرة في شارع كذا أو في منطقة كذا وكذا وعدد الطلاب في الجامعات وأن كل يوم العدد في ازدياد وأن الإنقلاب لن يستطيع أن يصمد أمام هذا العدد الرهيب من المعارضين له وأن كلما زاد عدد المعارضين اقتربت نهاية الإنقلاب ومثل هذا الكلام..
لا شك أن كثرة أعداد المعرضين مبشرة بالخير ولكن أن تعلق قلبك وعقلك وتوصل الصورة أن النصر في العدد وكثرة المعارضين هذا لا شك من المصائب التى توجب الهزيمة لا تجلب النصر .. فالنصر لا يكون بالعدة ولا بالعتاد ولكن يكون بالصدق في النية وبالتأسي بأخلاق الإسلام وألا ترجوا النصر من أحد إلا الله فعندها فقط تنتصر .
ومن المخالفات الكبيرة ايضاً تعجل النصر من البعض .. فحينما يطول الأمر ويتمادى الظالمين في ظلمهم ربما يدب في بعض قلوب المعارضين لهم اليأس واستعجلوا النصر وهذا لا شك سبباً في تيأيس البعض من النصر وزعزعة قلوبهم إذا تأخر النصر..
ولكن من المنظور الشرعي فإنك حينما تنظر لأهل الباطل والظالمين ومدى ظلمهم وكثرة إراقة الدماء والاستهزاء بدين الله تعلم يقناً أن الله لايمكن أبداً أن يقيم دولة ظلم ولن يرضى بما يُفعل بدينه وبعباده ولكن " فينظر كيف تعملون " إذا رأى الله منكم خيراً ونية خالصة ورأى منكم حق التوكل عليه لنصركم .. ولكنكم تستعجلون.
المخالفة الرابعة .. الطامة الكبرى .. مزز ضد الإنقلاب .. :
كما قلت أنه من الطبيعي أن ترى من أصحاب المنهج الباطل تصرفات غريبة .. ومن هذه التصرفات خروج نسائهم في الشوارع ويقومون بالرقص والغناء على أنغام الموسيقى وتعلوا أصواتهم بالهتافات ولا ينكر عليهم لأن هذه بيئتهم..
ولكن ليس من الطبيعي أن ترى نساء التيار الإسلامي يفعلن ذلك .. ما رأيناه في الفترة الأخيرة من سخافات من يحملون المشروع الإسلامي تشيب له الولدان ..
فقد قامت بعض النساء المحسوبات على التيارات الإسلامية بعمل حملة نسائية ضد الإنقلاب وتحدين شرع الله الذي أمرهن بعدم رفع أصواتهن وسط الأجانب فخرجوا حاملين في أيديهن آلات المعازف وخرجوا يدقون الدفوف والطبول في الجامعات وفي الشوارع بدعوى معارضتهن للأنقلاب .. وترى الواحدة منهن منتقبة ووقورة ثم تراها تحمل دفاً وتضرب عليه ويعلو صوتها وترى الأخت المحجبة تتسلق السور للوقوف عليه ثم تهتف بأعلى صوتها مناهضة للإنقلاب .. ما هذا التخلف والخذلان .. ماذا تركتم للرجال إذاً ؟!! .. هل هذا ما أمرك الله تعالى به يا أمة الله ؟ .. هل ترجين النصر من الله وأنت تفعلين مثل هذه الأمور المخجلة ؟!! .. والله إن هذه التصرفات لتزيد من كره الناس لنا وبعدهم عنا .. أمة الله توبي لله واقلعي عن هذه الأفعال التى لاتزيدنا إلا خذلاناً وخسرانا..
المكيافيللية مهلكة دوماً
نظرية الغاية تبرر الوسيلة أو " المكيافيللية " هذه النظرية التي يعتبرها بعض أصحاب المشروع الإسلامي من أساسيات المعاملات السياسية والدينية .. وللأسف هم يستخدمون هذه النظرية منذ بدايتهم ولم تجلب لهم في يوم إلا الخزي والخذلان .. ومن المضحك أنهم يستخدمون هذه النظرية لتحقيق المشروع الإسلامي .. كيف هذا وهذه النظرية في قاعدتها وتطبيقها مخالفة تماماً لما جاء في دين الله.. ولكن في دين الله أنه إذا كانت الغاية مشروعة فلابد للوسيلة أن تكون مشروعة .. وأن ما بني على باطل فهو باطل..
تعلموا من غزوة أحد
كما تعلمون أنه في غزوة أحد كان عدد المسلمين أكبر بكثير من المشركين ومع ذلك انتكس المسلمون في هذه الغزوة ليس لشئ إلا لأنهم عصوا أمر واحد من أوامر النبي صلى الله عليه وسلم فكان عاقبة عصيانهم لرسول الله أنهم انتكسوا وقُتل سبعين ألفاً من خيرة أصحابه صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم..
هل كان يظن أحد أن تلحق الانتكاسة بخير البشر بعد الأنبياء ؟!! هل كان يتخيل أحد أن اصحاب رسول الله يحل هذا الأمر بهم ويُقتلون لمجرد معصية بعض منهم لأمر نبيهم ؟!!
إذا كان هذا حال الصحابة خير من وطئت أقدامهم الأرض بعد الأنبياء فماذا نتخيل أن يحصل لنا جراء هذا الكم من العصيان لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
هل ننتظر أن يفتح الله علينا ونحن على هذه المعاصي ؟!!
نعلم يقيناً أن المعارضين للإنقلاب يريدون الخير لمصر وللإسلام ولكن لن تنتصروا بهذا الشكل وبكل هذه المخالفات .. أصدقوا الله في نياتكم واجعلوا مرضاته هدفكم .. يأتيكم النصر من حيث لا تحتسبون.
وفي النهاية أذكركم بهذا القول
" ما نزل البلاء إلا بذنب وما رُفع إلا بتوبة "
فأروا الله من أنفسكم خيراً