أنا آسف ياشيخ ياسر
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد..
فمنذ أن خط شاربي في وجهي وخضرت لحيتي وأنا أتربى في مدرسة الدعوة السلفية وأعيش تحت أقدام علماءها ومشايخها ولا أرى أمامي غيرهم ولا أرى في الحق غير رأيهم ..
وكان من ضمن مشايخ الدعوة كان الشيخ ياسر برهامي هذا الشيخ الذي تعلمت منه العقيدة وزرع فيَّ التوحيد الخالص على اسسه السليمة .. وكان أقصى آمالي أن اقابل الشيخ وأجلس معه أو أُسلم عليه وكنت أتوسط بشخص قريب من الشيخ كي يقدمنى إليه فأسلم عليه ..
ثم كبرت على أيدي مشايخ الدعوة وكونت فكر مستنير نتاجاً لهذه التربية ومازال مشايخ الدعوة هم جبل العلم الذي يحمى عقيدة الناس بإذن الله ..
وسرعان ما مضت الأيام وسارت حتى دخلت الدعوة في معترك السياسة عن طريق إنشاء حزب مبنى على اسس الدعوة وتخصص للحزب مجموعة من كبار مشايخ الدعوة بينما نأى البعض من مشايخ الدعوة عن الحزب..
وكبر الحزب وصار له أثراً عظيماً واضحاً في المجتمع المصري واستطاع بفضل الله أن يحصد شعبيه كبيرة بفضل الله. .
فلم يمضي كثيراً من الوقت على هذا النجاح حتى تم خداع الحزب السلفي عن طريق جبهة الإنقاذ الدموية ليقف بجوارها ويعطيها غطاء ديني ومنذ ذلك الوقت لم تقم للحزب قائمة وتوالت سقطاته ..
وكان من أهم الشخصيات التي تبرر تصرفات الحزب هو شيخي الذي رباني على التوحيد وعلمنى عقيدتي ..هو الشيخ ياسر برهامي..
والغريب أن تبريرات الشيخ لتصرفات الحزب من وجهة نظره هي اجتهاد مبني على أدلة شرعية ..
لكن إذا نظرنا على هذه الأدلة وحاولنا إسقاطها على الواقع نلاحظ أن الأدلة غير واقعية بالمرة ..
ناهيك عن هذه الأدلة .. هناك أمر أهم وهو أن الدعوة السلفية عندما أعرضت عن المشاركة في ثورة 25 يناير كان مبرراتها هي ..
أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم وكان هذا على لسان الشيخ ياسر نفسه .. وكانت الدعوة لها مبرر آخر وهو أنه لا يحق أن يجتمع المسلم صاحب المنهج الإسلامي تحت راية واحدة مع العلماني والليبرالي والنصراني ولا يصح أن تجتمع مطالب المسلم مع مطالب غيره وهذا لأن ثورة 25 يناير لم تقم للدين ولم تقم لتحيكم شرع الله وإنما قامت لإسقاط حاكم مسلم ..
هذه كانت مبررات الدعوة السلفية على عدم مشاركتها فى ثورة 25 يناير..
ولنا هنا عدة أسئلة للشيخ ياسر والدعوة السلفية ..
أولاً : تبرير الدعوة على عدم مشاريكتها في ثورة 25 يناير بحجة أنه لا يجوز الخروج على الحاكم المسلم .. فهل ما قمتم به في ثورة 30 يونيو لا يعد خروجاً على حاكم مسلم ؟؟!!
ثورة 30 يونيو التي دافع عنها المتحدث الرسمي للحزب الأستاذ نادر بكار وسماها بثورة شعبية مباركة .. والتي قال عنها شريف طه أحد القياديين في الحزب أن الشرطة استعادت علاقتها الحميمة مع الشعب .. هل هذه تُعد ثورة ؟؟ وهل تنطبق عليها الشروط التي لم تنطبق على ثورة 25 يناير ؟؟ هل قامت على اساس شرعي وديني حتى يدافع عنها الحزب ورجاله ؟؟
وما اجتمع معكم هؤلاء إلا لإعطائهم غطاء ديني حتى لا يظن الناس أنها حرب على دين الله ..
ثانياً : قالت الدعوة أيضاً أن المسلم لا ينبغى أن تجمعه راية واحده مع ليبرالي وعلماني ونصراني ولا يحق أن تجتمع مطالبه معهم .. فهل موقف الحزب المواقف لموقف غيره لا تنطبق عليه هذه القاعدة ؟؟
عندما وقف الحزب جنباً لجنب بجوار جبهة الإنقاذ التي لم تقم إلا لإسقاط المشروع الإسلامي وإسقاط الدولة .. ومن بعده وقوفكم كقفاً بكتف بجوار تواضروس كبير الكفرة والسيسي عليه من الله ما يستحق واجتمعت مطالبكم على طبق واحد وهذا يخالف القاعدة التي بررتم بها موقفكم من ثورة 25 يناير ..
عندما تاسس الحزب قال الشيخ ياسر كلمة عظيمة ألا وهي : أنه " إذا حالت السياسة بيننا وبين إخواننا مش عاوزينها " بنفس اللفظ .
فاليوم ياشيخ ياسر ألا تسمع وترى بأم عينيك خصومة إخوانكم لكم ؟؟ ألا ترى أنكم تتمسكون برأيكم وتضربون بغيره عرض الحائط مع أنكم كنتم تنكرون على الإخوان هذا التصرف وانفرادهم بالرأي ؟؟
وكنتم تنكرون أيضاً على الإخوان السمع والطاعة العمياء لجماعتهم ولكننا نرى منكم هذا الأمر في تصرفات أعضاء الحزب ..
وكانت حجتكم في المشاركة في 30 يونيو هو حقن الدماء وعندما سالت الدماء لم نركم حركتم ساكناً بل هاجمتم المعتدى عليهم واتهمتم المقتولين بالإرهاب ودافعتم عمن شارك في قتلهم ..
وعندما قال على جمعة قوله وحرض على قتل المسلمين لم نسمع لكم رداً عليه ولا على غيره واكتفيتم بمهاجمة الإخوان ..
ياشيخ ياسر لا تجعل موقفكم من الإخوان يجعلك تسكت على دماء المسلمين فبدلاً من أن تدافع عن القاتل وتصفه بالتدين كان أولى بك مهاجمته وصده عن جرمه ..
شيخ ياسر .. ما كنت أتمنى أن يحدث هذا منك وما كنت أرجو أن أقول هذا عليك ولكن ما تربينا عليه هو الجهر بالحق والرد على المخالف وها أنا أرد عليك واطالبكم بالتبرأ من الظالمين والعدول عن صفوف القاتلين وأذكركم بقول الله تعالى " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ".
عذراً ياشيخ ياسر فأنت كنت فيما مضى مثل يحتذى به ولكن لم تعد كذلك .. آسف فالحق أحب إلينا منك..
