طفلكِ في أيامه الأولى

طفلكِ في أيامه الأولى

إنّ بعد كل أشهر حملكِ، قد تعتقدين أنكِ تعرفين طفلكِ، ما دمتِ قد أحسستِ برفساته، وراقبتِ حركاته وسكناته خلال النهار مرّرتِ بيدك على بطنك أثناء استكانه في رحمكِ. ولا شك في أن كل ذلك يقرِّبك منه، ولكن ليس هناك من شيء يهيئك لرؤية وجهه وقبضة أصابعه على أصابعك. ففي أثناء أيامه الأولى بعد الولادة، لا تستطيعين تحييد نظركِ عنه؛ إذ إنّ في قسمات وجهه شيئاً منكِ أو من أحد أعضاء العائلة؛ لكنه بالإجمال ليس كسائر الآخرين. وسترين أن له مزاجاً خاصاً يظهر فوراً. وهو بحركاته، يعرف ماذا يريد وبماذا يشعر. فقد يحتج مثلاً على تبليل حفاظه بدءاً من أوّل يوم له، ويرفع صوته شاكياً حتى يتم تغيير حفاضه، ويطعم، ويهدهد ليعود إلى نومه. والأطفال الذين يسلكون هذا السلوك، يصرفون وقتاً أطول مستيقظين، كما أنهم يزيدون من بكائهم وصراخهم وأكلهم؛ في حين أننا نجد أن أطفالاً آخرين ممن ولدوا حديثاً لا يبدو عليهم أنهم شاعرون بتلويث حفاضهم؛ وقد يعترضون على تعرض عجيزتهم للهواء أثناء تغييره. وقد ينام هؤلاء الأطفال كثيراً ويأكلون مرّات أقل من الأطفال الأكثر حسّاسية منهم. وما هذه الفروق بين الأطفال سوى تلميحات إلى ما ستكون عليه شخصياتهم في المستقبل.
وقد يصعب على بعض الأُمّهات بعد عدة أشهر من إحتضان الجنين في الرحم، أن يرونه كائناً بشرياً مستقلاً له أفكار ومشاعر ورغبات مستقلة خاصة به. لكنّ التكيف لهذا الأمر وإحترام فردية المولود ناحيتان هامتان من كون الإنسان والداً أو والدة. وإذا استطعتِ أن ترحّبي بفرادة طفلكِ الآن عند الولادة، فذلك سيسهل عليكِ تقبُّل شخصيته في المستقبل.
- أيام وليدكِ الأولى:
كيف يبدو وليدكِ
عندما تكونين مستريحة في غرفتكِ فكّي لفائف طفلكِ وافحصيه من رأسه إلى قدميه؛ فستلاحظين تفاصيل عديدة فاتتكِ خلال اللحظات التي تلت الولادة، وترين مثلاً لون عينيه. ويبدو، عموماً، أنّ معظم الأطفال الذين من العرق الأبيض لهم عيون زرق، لكن لونها قد يتغير في العام المقبل؛ كما أنّ الأطفال ذوي الجلد الداكن لهم عيون بنية عند الولادة وتبقى بهذا اللون طوال عمرهم. وإذا بدا أن عيني طفلكِ ستتحولان إلى اللون البني، فمن المرجَّح، أنهما ستتعكران خلال الأشهر الستة الأولى، أمّا إذا بقيتا زرقاوين فإنّهما ستبقيان كذلك.
وقد تلاحظين نقطة دم في المنطقة البيضاء من العين الواحدة أو العينين. إنّ هذه الظاهرة بالإضافة إلى انتفاخ وجه طفلكِ يسببهما الضغط الذي يكون قد تعرّض له أثناء المخاض؛ لكنهما سيزولان بعد أيام قليلة. أمّا إذا ولد طفلكِ بعملية قيصرية، فلن يكون له انتفاخ في وجهه، وسيكون بياض عينيه صافياً.
ويبدو جلد طفلكِ مرهفاً جدّاً بعد أن يأخذ حمّاماً ويجفّف. وإذا ولد بعد أوانه، قد يخسر الطلاء الجيني الذي كان يحميه، ويبدو جلده متجعداً ومقشّراً عند الولادة. وإذا ولد بأوانه أو قبل ذلك، فقد يتقشّر جلده قليلاً بالنظر إلى تعرُّضه الفجائي للهواء بعد غسل الطلاء ايجيني عنه. وهذه عملية طبيعية لا تحتاج إلى أي علاج؛ فكل الأطفال بمن فيهم أصحاب الجلد الداكن يكون جلدهم فاتح اللون عند الولادة؛ لكنه يسمرّ تدريجاً كلما كبر الطفل.
وبينما أنتِ تتفحصين ظهر طفلكِ وكتفيه، قد تلاحظين بعض الشعر الناعم المسمّى زغباً. وعلى غرار الطلاء الجيني، يتكوّن هذا الزغب عند أواخر الحمل ثمّ يتساقط قبل الولادة أو بعدها. وإذا ولد طفلكِ قبل أوانه فمن المرجح أن يكون محتفظاً بهذا الشعر الذي يستلزم حوالي أسبوعين ليزول.
وقد تلاحظين أيضاً وجود بقع وعلامات حمراء فاتحة على جلد طفلكِ وبعضها مثل تلك التي تظهر عند أطراف حفاضه والتي يسببها الضغط. أمّا الرقع المرقَّشة أو الملطَّخة على جلده فتنشأ بسبب تعرُّضه للهواء البارد، وتختفي بسرعة إذا عاودتِ تغطيته. وإذا وجدتِ خدوشاً على وجهه بخاصة، قصّي له أظافر أصابعه (تعلَّمي ذلك من ممرضة الحضانة وأبقي يديه مغطاتين حتى يتم ذلك)؛ مع العلم أنّه سيستمر في خدش نفسه، وهو يحرك يديه وذراعية عشوائياً.
المصدر: الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال (دليل مرجعي كامل في تربية الأطفال)

جزاكى الله خيرا اختنا امة الرحمن

على هذا الموضوع وجعله الله في ميزان حسناتك

» البث المباشر للقناة الأولى السعودية
» إعلان نتيجة الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية