معتقل إخوانى يكشف تعذيب المصريين والفلسطينين فى امن الدولة والإفراج عن من يثبت أنه يهودى
كتب : اسامة على
كشف القيادى الإخوانى نصر السيد أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالقليوبية عن انواع التعذيب التى تعرض لها هو وإخوانه فى سجون أمن الدولة بمدينة نصر , والسبب قيامه بتوصيل المعونات الإنسانية والإغاثية الى شعب غزة المحاصر عن طريق القوافل الشرعية التى يطلقها اتحاد الأطباء العرب ,وأشار نصر الى التعذيب الذى كان يلاقيه الجرحى الفلسطينين من أجل اتمام العلاج فى مصر لكن العلاج تحول الى اعتقال وتعذيب من اجل كشف اماكن المقاومة فى غزة لمساعدة الكيان الصهيونى فى الوصول إليها وتدميرها .
وقال نصر فى حديثه مع الموقع الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين "اخوان اون لاين" تأثرت بعدة مواقف وأنا في حجز مقر مدينة نصر، منها أن أحد الشباب نطق بالكفر أمام معذبيه ليكفوا عن تعذيبه وقال لهم: "أنا مش مسلم أنا يهودي"، وآخر قال لهم لن أصلي ثانية، وترك الصلاة ليثبت لهم أنه كفر على أيديهم ليتركوه نتيجة التعذيب, ومن المواقف المؤثرة في النفس أيضًا أنهم أحضروا شابًا يهوديًّا وأوقفوه بجواري وبمجرد أن أخبرهم بأنه يهودي صهيوني وتحققوا من ذلك أفرجوا عنه ولم يمر عليه 10 دقائق، ليعلم الناس كيفية معاملتهم لليهود ومعاملتهم للمسلمين.
نص الحوار كما نشره اخوان اون لاين
نصر السيد يروي تفاصيل اختفائه وتعذيبه:
- قيدوني بالكلابشات 60 يومًا متواصلة حتى أثناء النوم
- الضابط قال: لا أحد يعلم مكانك هنا سوى وزير الداخلية
- النظام يريد تكوين قائمة اتهامات جديدة لتوجيهها للإخوان
- حبسوني في زنزانة على بعد 30 مترًا أسفل الأرض
- استجوبوني أكثر من 50 مرةً بمعدل 3 جلسات يوميًّا
حوار- أحمد الجندي:
نصر السيد حسن نصر أحد قيادات الإخوان المسلمين بمحافظة القليوبية، من مواليد قرية الرملة بمركز بنها محافظة القليوبية في الأول من فبراير عام 1958م، تخرج في كلية الزراعة جامعة الزقازيق عام 1980م، ويعمل مفتش أول بتموين بندر بنها، متزوج وله 5 من الأبناء؛ الكبرى فاطمة متزوجة ولديها طفلان، وحاصلة على إجازة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، ثم أحمد حاصل على ليسانس شريعة إسلامية ويحفظ القرآن كاملاً، وفي طريقه أيضًا للحصول على الإجازة، ثم إبراهيم طالب بكلية أصول الدين قسم الحديث، ويحفظ القرآن كاملاً وفي طريقه للحصول على الإجازة، ثم أسماء حصلت على المركز الأول على معهدها في الصف الأول الثانوي بالمعهد الأزهري، وأخيرًا سارة الأولى أيضًا على معهدها في الصف الثاني الإعدادي.
وفي 26 أبريل الماضي دهمت قوات الأمن بمحافظة القليوبية منزل نصر السيد؛ والذي لم يكن موجودًا به، وقامت بتفتيش المنزل للبحث عنه، وطلبوا من أسرته أن يُخطروه بالذهاب إلى مقرِّ أمن الدولة ببنها، وفور ذهابه تمَّ احتجازه بدون أي سند قانوني، ولم يعلم أحدٌ مكان احتجازه حتى خروجه منتصف الأسبوع الماضي.
(إخوان أون لاين) التقى نصر السيد لمعرفة حكاية اختفائه في سجون وزارة الداخلية.. وإلى التفاصيل:
* هل هذه المرة هي الأولى التي يتم فيها اعتقالك أم سبق اعتقالك قبل ذلك؟
** لقد اعتُقلت مرتين قبل ذلك، المرة الأولى كانت سنة 1995م، وتم احتجازنا في سجن الأبعدية بدمنهور، وهو من السجون شديدة السوء، فهو مكون من طابقين أحدهما فوق الأرض والآخر تحت الأرض، واستقبلونا فيه بحفل استقبال عبارة عن ضرب وتلطيش وخلع الملابس، والبقاء بالملابس الداخلية، وحلق الشعر، وكنا 26 فردًا في زنزانة ضيقة لا يوجد بها أي مقومات للحياة سوى بطانية واحدة نفترش نصفها ونتغطى بالآخر، ومكثت فيه شهرًا كاملاً، والمرة الثانية كانت سنة 2000م؛ حيث اقتحمت قوات الأمن بيتي قُبَيْل الفجر، وظللت معتقلاً 3 أشهر في سجن مزرعة طره في زنزانة كبيرة 25م طول في 5م عرض بها حمام أو اثنان.
وكانت الزنزانة تُغلق علينا 24 ساعة وتُفتح لنا ساعة واحدة للتريض، وفي عام 2005م دهمت قوات الأمن منزلي ولم أكن متواجدًا فيه وقتها.
* مررت بـ3 تجارب اعتقال في 2010،2000،1995م، ما هي أشد تجربة مررت بها من هذه التجارب الثلاث؟
** هذه المرة كانت أسوأ مرة اعتقلت فيها.
* صف لنا ما حدث أثناء اعتقالك المرة الأخيرة؟
** كنت خارج البيت وفوجئت باتصال من أولادي يخبرونني بأن الأمن اقتحم البيت، للبحث عني، ولم يجدوا شيئًا يأخذونه سوى جهاز الكمبيوتر الخاص بالأولاد فأخذوه وقلبوا البيت رأسًا على عقب وعاثوا فيه تفتيشًا وفسادًا، وبعد 4 أيام أرسلوا لي أحد مخبري أمن الدولة الذي قال لي: "تعالى كلم عمر بيه"، وذهبت في اليوم التالي لمقر جهاز أمن الدولة ببنها، وقد سألني الضابط هل أنت من الإخوان المسلمين؟، فقلت نعم فالإخوان جماعة مهمتها الحفاظ على بلدها والارتقاء بها تقربًا إلى الله عز وجل. وبعد حديث طويل مع الضابط قال لي: "إنت هتقعد معانا شوية"، ثم نادى على المخبر الذي أخذني إلى الحجز.
* هل تم إجراء أي تحقيقات معك في جهاز أمن الدولة ببنها؟
** لا لم يكن هناك أي تحقيقات، ولكن كان الاحتجاز فقط لمدة يومين كاملين في زنزانة مظلمة بدون حمام مساحتها 2م في 3م على الأرض، كلما أردت الوضوء وضعوا عصابة على عيني وأخرجوني للوضوء، وتركوني بلا طعام فكنت أرسل العساكر يحضرون لي الطعام من الخارج على حسابي.
* وماذا حدث بعدها؟
** في عصر اليوم الثالث نقلوني إلى سيارة مصفحة وبحراسة خاصة، بعد أن عصبوا عينيَّ ووضعوا "الكلابش" في يدي ثم نقلوني إلى مقر أمن الدولة بشبرا الخيمة الذي مكثت فيه يومين أيضًا في زنزانة انفرادية شديدة السوء، وبعدها أخذوني إلى مكان مجهول عرفت بعدها أنه مقر أمن الدولة بمدينة نصر، وبمجرد دخولي المكان فوجئت بحفل استقبال عبارة عن شتائم يخجل الإنسان عن سماعها وسب للأم وقدح في شخصي واتهامي باتهامات متعددة وجردوني من ملابسي حتى أصبحت كما ولدتني أمي ثم أمروني بإعادة لبسها ثانية ووضعوا في يدي "الكلابش" وأحكموا العصابة على عيني وقالوا لى: "من الآن أنت "رقم 2" انس اسمك"، ثم أخبروني بتعليماتهم التي سأتعامل بها معهم خلال فترة وجودي لديهم، وبعدها نادوا على أحد العساكر وقالوا "أحضر لرقم 2 بطانية (قمل زيادة) وعلى الفور تم إحضارها وخصصوا لي مساحة 60سم في 1,5م أفرش فيها البطانية وأنام عليها، مع استمرار تقييدي بالكلابشات ليلاً ونهارًا.
* ما هي التعليمات التي أمروك بالالتزام بها طوال فترة الحجز لديهم؟
** ألا أتكلم ولا أنزع العصابة من على عينيّ، وإذا نودي على برقمي أرفع يدي فقط وأنفذ ما يقولون دون تعليق أو استفسار، بالإضافة إلى خلع الحذاء طوال فترة الحجز وكان دخول الحمام بمواعيد هي فجرًا وقبل صلاة الظهر وقبل صلاة المغرب ولمدة دقيقتين فقط وعدم رفع العصابة حتى في الحمام.
* وماذا دار معك في التحقيقات؟
** لم يتم معي أي تحقيقات لمدة 7 أيام وتحديدًا في الفترة من 4/1 إلى 4/7 كان التعامل بيننا وبين أمناء الشرطة الذين يمارسون التعذيب ضدنا سواء بالصفع بالأيدي أو بالحذاء على الوجه والوقوف لمدة 40 ساعة متواصلة.
* هل كان يوجد أحد غيرك؟
** نعم، كنا نسمع النداء بالأرقام من 1 حتى 89 وكنا نسمع صرخات واستغاثات المعذبين صباح مساء لا تنقطع، وكانوا من جنسيات مختلفة مثل الهند والسودان وخاصة الفلسطينيين القادمين من غزة للعلاج يتم احتجازهم للاستجواب ثم يذهبون إلى المستشفيات للعلاج من جراح الصهاينة وجراح التعذيب في مصر.
* متى كان أول لقاء لك مع المحقق؟ وماذا حدث في التحقيق؟
** كان أول لقاء مع الضابط المحقق بعد 7 أيام وبدأت بحفل استقبال بالضرب والسباب والتجريد من الملابس ثم تقييد اليدين من الخلف والصعق الكهربائي في جميع أنحاء الجسد وخاصة الأماكن الحساسة قبل أن يسأل أي سؤال، ثم قال لي المحقق أنت في مكان يبعد عن سطح الأرض مسافة 30م، وفوقك يقع مكتب الوزير شخصيًّا ولا يعلم أحد مكانك إلا وزير الداخلية، وأنت عندنا رقم لا اسم ولا صفة، يعني من السهل القضاء عليك والتخلص منك، وقال: "إن جماعة الإخوان "كويسة" وبنحترمها لكن مش هنسيبها توصل للي هي عايزاه، الأولى بالإخوان إنهم يرتقوا بالناس من الناحية الدينية بعيدًا عن السياسية ومزاحمة النظام في أعماله والاعتراض عليه".
45 وسيلة تعذيب
* تقول: إنهم مارسوا ضدك التعذيب بالضرب والصعق الكهربائي، فكم وسيلة تعذيب مورست ضدك؟ وما هي؟
** لقد مارسوا ضدنا ما يزيد عن 45 وسيلة تعذيب مختلفة ما بين تعذيب بدني ونفسي، وهي الضرب على الوجه والقفا باليد وبالحذاء باستمرار ولأتفه الأسباب من المخبرين والضباط بمجرد وصولنا إلى مقر مدينة نصر وطوال 60 يومًا فترة الاحتجاز، التجريد من الملابس كما ولدتنا أمهاتنا، الصعق الكهربائي المتكرر في جميع أنحاء الجسد وفي الأماكن الحساسة منه، التغمية المتواصلة أثناء فترة الاحتجاز، التقييد بالكلابشات طوال فترة الحجز ولا تُفك إلا في الحمام ولمدة دقيقتين فقط، تقييد اليدين من الخلف بشدة لممارسة التعذيب بالكهرباء، ربط اليدين والرجلين بعد التجريد من الملابس وربطهم في سرير للصعق بالكهرباء، ارتداء ملابس ممزقة لا تستر العورة والصفع على الوجه وتلقي الشتائم عند طلب تغييرها، النوم على بطاطين يملأها القمل والحشرات والأتربة، الإضاءة الشديدة المسلطة علينا ليلاً ونهارًا للتأثير على الأعصاب، الوقوف على القدمين لمدة 40 ساعة متواصلة، وتتكرر مرتين أو ثلاثة أسبوعيًّا وتكون إحداها ونحن مجردون من الملابس (بالشورت فقط)، وتحديد مواعيد محددة لدخول الحمام ولمدة دقيقتين فقط والضرب والشتائم إذا طلبت أكثر من ذلك، الشرب من صنبور الحمام الذي نملأ منه زجاجة تكون معنا، النوم ما يقرب من 23 ساعة في اليوم على شق واحد والساعة الباقية للأكل والشرب والحمام والصلاة أثناء غياب المحقق، عدم التمكن من أداء الصلوات في جماعة وليس هناك صلاة للجمعة طوال الفترة رغم وجود ما يقرب من 90 محتجزًا، سب الأم وعدم تقدير الإنسان مهما كان سنه أو مرضه، المنع من الكلام، وغياب الوقت وعدم معرفة التاريخ ولا الساعة ولا الليل ولا النهار، الإفطار والعشاء لا يتعدى ملعقة جبنة أو فول أو حلاوة، الإصرار على عدم لبس الملابس الداخلية تحت بدلة الحجز، التهديد الدائم بالاعتداء الجنسي، عدم الاستحمام إلا بعد الشكوى من الهرش والجرب ولمدة دقيقتين وبدون صابون، عدم التمكن من حلاقة وتهذيب الشعر والشارب، التهديد بالنفخ والتعذيب بالدنجلة والخابور، الجلوس على الأرض أثناء التحقيق عاريًا تمامًا، خلع الحذاء طوال فترة الاحتجاز، الاستهزاء والسخرية الدائمة من الضحية ومن شكله وعمله واتهامه بالجرائم المختلفة كالسرقة وخلافه، النوم أمام حمامات وزنازين رائحتها كريهة، النوم في مساحة لا تزيد عن 60 سم في 1,5 م وسط الحشرات الزاحفة وأنات وصرخات المعذبين، الغلظة والشدة من المخبرين أثناء الطلب للتحقيق والإمساك بنا من خلف الرقبة وخفضها لأسفل إمعانًا في الإذلال، نداء المحقق بنفسه وبصوت جهوري على ضحيته مستهزءًا بها ومتوعدًا إياها لإلقاء الرعب في نفوس الجميع، إرهاب المحقق لضحاياه من خلال تغيير شدة إضاءة غرفة التحقيق وتغيير مكانه في كل جلسة تحقيق، التهديد بإحضار الزوجة والبنات وتجريدهن من ملابسهن ووضعهن على سرير التعذيب وهتك أعراضهن وتعذيبهن أمامي وتعذيبي أمامهن، تصوير ضحية تعذيبهم عاريًا تمامًا وتهديده بتركيب صورته في أوضاع مخلة مع الساقطات ونشرها على المواقع الإباحية، الألم النفسي الشديد من سماع صوت أنات وصرخات واستغاثات المعذبين طوال الـ24 ساعة خلال الـ60 يومًا التي قضيتها هناك ولم نسمع صوت الأذان ولو مرة واحدة لبعد الأرض بـ30 مترًا، ومصادرة المصاحف التي معنا ولم نستطع قراءة آية واحدة طوال فترة الحجز، كما أنهم كانوا يطئون وجوهنا بأحذيتهم ونحن نائمون على الأرض ويضغطون عليها بشدة، بالإضافة إلى الخنق باليد بشدة لدرجة لا تستطيع معها التنفس، وتغيير المكان الذي أنام فيه كل يومين حتى لا أستطيع أن أعرف من بجواري ولا آلف المكان الذي أنام فيه.
* هل هناك آثار للتعذيب في جسدك؟
** نعم هناك آثار كثيرة جدًّا للتعذيب وللحروق الناتجة من الصعق الكهربائي في أماكن مختلفة من جسدي، خاصةً الصدر وتحت الإبط، وفي العانة والكتف الأيسر من الظهر، وأسفل الشفة السفلى، وفي الفخذ الأيسر، وفي الأماكن الحساسة من الجسم، وكانت كبيرة وواضحة، ولكن العلاج داخل الحجز واستخدام المطهرات والدهانات المختلفة والمضادات الحيوية أخفى معالم الكثير من الأماكن الأخرى؛ حيث كانوا يأتون بطبيب داخل الحجز في الإدارة المركزية لجهاز أمن الدولة لعلاجنا؛ من أجل إخفاء آثار جريمة التعذيب من أجسادنا.
اتهامات باطلة
* وماذا فعلت حتى يحدث معك كل هذا؟
** لم تكن هناك تهم يتم التحقيق فيها ولكنهم كانوا يريدون أن يجبرونني على الاعتراف بتهم وجرائم ليس لها أي وجود في الواقع، وإنما هي من نسج خيالهم.
** وما هي هذه التهم؟
* كانوا يريدون أن يجبروني على الاعتراف بأن الإخوان في مصر يرسلون السلاح إلى غزة وأنني أنا المكلف بتوصيله من قبلهم، وأن الإخوان كان بينهم اتفاق مع حماس لتفجير المعبر، وأن لي اتصال بتنظيم القاعدة، وأننا نجمع أموالاً نستخدمها لمساعدة ومناصرة منظمات إرهابية خارجية مثل حماس، وأننا نجمع الأموال من الناس لتقوية جماعة محظورة ضد النظام، وأن أموال الجماعة تنمى اقتصاديًّا داخل مصر وتستثمر في مجال الإسكان، وأن هناك تعاونًا بين الإخوان والمسيحيين في مصر ليكونوا تكتلاً ضد النظام.
* وهذه هي كل التهم التي سألوك عنها؟
** نعم كما سألني الضابط الذي كان يحقق معي عن أسماء مرشحي الإخوان المسلمين في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى الماضية، وطلب حصرًا بممتلكات إخوان القليوبية داخل المحافظة وخارجها، بالإضافة إلى أنه طلب مني الهيكل التنظيمي لإخوان القليوبية.
* وماذا كان ردك على هذه الاتهامات؟
** كنت أرفض الكلام وعندما يشتد التعذيب كنت أستقى منه الاتهامات وأصححها له، فمثلاً موضوع السلاح قلت: إنه ليس من أخلاق الإخوان حمل السلاح، ومن السذاجة أن نعمل على اضطراب بلدنا من أجل مساعدة الآخرين، كما أن التعامل مع السلاح ليس من أيديولوجيات الإخوان في هذه المرحلة.
* كم مرة تم التحقيق معك؟
** تم استجوابي أكثر من 50 مرة بمعدل 3 جلسات يوميًا.
* من وجهة نظرك ما الهدف الحقيقي من وراء هذه الاتهامات التي أرادوا إجبارك على الاعتراف بها؟
** أرى أن النظام يريد تكوين قائمة جديدة من الاتهامات؛ ليرتكز عليها في حربه للإخوان ويوزعها على من يتم القبض عليه من الإخوان في وقت احتياجه إلى ذلك؛ خاصة مع اقتراب انتخابات مجلس الشعب القادمة، كما أن النظام لا يريد من الإخوان أن يشاركوا في مساعدة غزة ومساعدة المنكوبين في مصر في كافة المجالات، والهدف الرئيسي هو إضعاف الإسلام على جميع الأصعدة؛ لتمكين أعداء الأمة من نهب خيراتها والسيطرة عليها.
مساعدات إنسانية
* لماذا اتهموك بمساعدة حماس؟
** بمجرد علمنا بفتح المعبر تحركنا من خلال لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء ومن خلال النائب محسن راضي "عضو مجلس الشعب عن دائرة بنها"، التي أنتمي إليها وقمنا بتوصيل عدة شاحنات محملة بالطعام والمواد الغذائية كمساعدات إنسانية إلى شعب مسلم محاصر في قطاع غزة، وهذا أقل ما يقوم به المسلم تجاه أخيه المسلم.
* من وجهة نظرك ما الهدف من الزج باسم حماس في الاتهامات؟
** الهدف هو إرضاء الصهاينة والأمريكان، الذين يستقوي بهم النظام على شعبه ويرى فيهم ضمان بقائه في السلطة بعدما فقد الشعب الثقة فيه، فضلاً عن أن تقويض حماس والقضاء عليها يصب في مصلحة النظام المصري الذي يرى في حكومة حماس التي اختارها الشعب الفلسطيني كله في الضفة الغربية وقطاع غزة في انتخابات نزيهة شهد بها العالم كله خطرًا يهدد أمنه، من خلال انتقال تجربة حماس الديمقراطية إلى مصر.
* لماذا يستخدم النظام ورقة مساعدة الشعب الفلسطيني للضغط على الإخوان المسلمين في مصر؟
** لأنه يعلم جيدًا أن القضية الفلسطينية قضية محورية بالنسبة للإخوان المسلمين، وتحرير الأراضي المقدسة أصل من الأصول التي يعمل الإخوان المسلمين على تحقيقها، وهذا الأمر ضد رغبة الكيان الصهيوني وأمريكا حلفاء النظام المصري الحريص دائمًا على إرضائهم، وبالرغم من ذلك يتحمل الإخوان كل ما يلاقونه من عنت وكره وبغض واضطهاد من النظام حسبة لله عز وجل.
ثبات الأسرة
* أبناؤك حصلوا على المراكز الأولى في مراحلهم التعليمية رغم أن فترة الامتحانات كانت أثناء غيابك عنهم وعدم معرفة أحد بمكانك.. كيف ذلك؟
** أولاً، بتكرار الأمر معي أصبح الاعتقال عاديًا، ولكن الاختفاء القسري وعدم معرفتهم بمكاني سبب لهم ألمًا شديدًا، ولكن معرفتهم بأن هذا الأمر في سبيل الله، وهم أيضًا يعملون في هذا المجال، بالإضافة إلى علمهم بأنهم لا بد أن يكونوا حريصين على التفوق مهما كانت الظروف ولقناعتهم بأن المسلم لا بد أن يكون كذلك مهما أحاطت به الابتلاءات، فكان ذلك دافعًا لحرصهم وإصرارهم على التفوق.
** هل ستقاضي من عذبوك؟
* نعم، لن أترك أي وسيلة قانونية لملاحقة هؤلاء الظالمين إلا وطرقتها، ليس من أجلي فقط ولكن من أجل الكثيرين الذين عذبوا وأُوذوا من قبل بغير ذنب، وحتى يكون هناك رادع لهم يردعهم إذا فكروا في تكرار هذه الجريمة مع أحد بعد ذلك.
مواقف مؤثرة
* لا شك أنك مررت بمواقف مؤثرة خلال هذه المحنة.. ما هي أكثر المواقف التي أثرت فيك؟
** تأثرت بعدة مواقف وأنا في حجز مقر مدينة نصر، منها أن أحد الشباب نطق بالكفر أمام معذبيه ليكفوا عن تعذيبه وقال لهم: "أنا مش مسلم أنا يهودي"، وآخر قال لهم لن أصلي ثانية، وترك الصلاة ليثبت لهم أنه كفر على أيديهم ليتركوه نتيجة التعذيب, ومن المواقف المؤثرة في النفس أيضًا أنهم أحضروا شابًا يهوديًّا وأوقفوه بجواري وبمجرد أن أخبرهم بأنه يهودي صهيوني وتحققوا من ذلك أفرجوا عنه ولم يمر عليه 10 دقائق، ليعلم الناس كيفية معاملتهم لليهود ومعاملتهم للمسلمين.
* في وسط الأحزان والأنات والصرخات ألم يكن هناك موقف طريف ليخرجكم ولو للحظات من عالم الحزن والتعذيب الذي تعيشون فيه؟
** نعم، كان هناك موقف طريف سمعت به في الداخل؛ حيث كان هناك أحد الإخوة السودانيين اسمه عثمان كانوا يضربونه ويعذبونه ويقولون له "حلايب وشلاتين مصرية ولا سودانية؟"، فقال: سودانية، فشدوا عليه في التعذيب ثم أعادوا السؤال ثانية وقالوا له "حلايب وشلاتين مصرية ولا سودانية؟" فقال لهم: الخرطوم مصرية، وبعد التعذيب جلس بجوار أحد زملائه السودانيين فقال له: "هتروح منهم فين يا عثمان دول سجنوا سيدنا يوسف يا عثمان".
* أخيرًا هل من كلمة تريد توجيهها للصف الإخواني؟
** أريد أن أوصي إخواني أن يكون لديهم قناعة كاملة بأن الطريق إلى الجنة محفوف بالمكاره، وحدوث المحن هي للإخوان وجميع العاملين للإسلام بمثابة بشريات على الطريق الموصل لانتصار الإسلام في الدنيا وللفوز بالفردوس الأعلى في الآخرة، وأقول لهم إن هذا الطريق سلكه قبلنا 120 ألف نبي و313 رسولاً كلهم عانوا من المحن والابتلاءات وأذى الآخرين، وسيظل هذا الأمر سجالاً بين الحق والباطل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها والعاقبة للصابرين الشاكرين، وهنيئًا للعاملين للإسلام باصطفاء الله لهم ليسيروا في طريقه رافعين الراية دون غيرهم.
