هل نحتاج للتعرف على أنفسنا ؟؟
================
بقلم: د هبه بغاغو*
إننا عندما نتعرف على ذواتنا عادة نكون اكثر اندماجا معها ومع الآخرين ولكن السؤال هل يفقد أي منا معرفة في ذاته
تابعي هذه السطور لتجيبي بنفسك
هل تعرفين نوع ذاتك ؟؟
هل للذات انواع ؟؟
في هذه السطور نتعرف على انواع الذات تابعيها ثم ارسمي خريطة شخصيتك
واضافت دكتورة هبه بغاغو
انواع الذات :
الذات المفتوحة : حيث تمثل هذه الذات كافة المعلومات و السلوكات و التصرفات و المواقف و الأحاسيس و الأفكار ،التي يعرفها الفرد عن نفسه و يعرفها الآخرون عنه. لذا تسمى الذات المفتوحة ، ومثل هذه المعلومات اسم الشخص - لون بشرته - العمر - الجنس - السكن - انتمائه الديني .
الذات العمياء: حيث تمثل هذه الذات الأشياء المتعلقة بذواتنا التي يعرفها الآخرون عنا و لكننا نحن لا نعرفها بل نجهلها ، و قد تتفاوت هذه الأمور من أبسط الأشياء إلى أعقدها ، كاللوازم اللفظية في كلامك مثل ترديد عبارة معينة مثل " شايف - أنت معي " ، ودون أدنى وعي منك انك تكررها ، أو حك الأنف بصورة متواصلة ، أو قد تكون صفات معنوية كالغرور حيث قد تعتقد انك متواضع ، أو العصبية الزائدة .و قد نفاجأ و نصاب بنوبات غضب إذا صارحنا احدهم بمثل هذه الصفات وذلك لجهلنا بها
( و تنطبق هذه الذات العمياء بالمثل على الأمور الايجابية
الموجودة فينا و التي نعتقد أحيانا أنها غير موجودة فينا ،كالطيبة ، و حب المساعدة ، و الكرم .وغيرها... ) .
الذات المقنعة : وتحتوي هذه الذات على كل ما يعرفه الفرد عن نفسه ، ولكنه يحتفظ به لنفسه ، وتشمل كافة الأسرار التي يحب الفرد الإحتفاظ بها و المتعلقة به وبنظرته للآخرين ، مثل الأسرار الخاصة بالنجاح أو الخصوصيات ذات العلاقة بالأسرة مثلا .
الذات المجهولة : و تمثل هذه الذات كل ما هو موجود في شخصيتنا ، و لكنه غير معروف لنا ولا للآخرين من حولنا ، وهذا افتراض علمي منطقي بوجود نواحي و سمات في ذواتنا لسنا على وعي وانها حبيسة اللاوعي ، و يمكن التعرف على هذه النواحي و السمات من خلال بعض المواقف أو التجارب المفاجأة والتي تفسح الطريق أمام هذه السمات على الانفلات من قيود اللاوعي فانت احيانا تفاجأ في موقف بنفسك وانت تتصرف بما لم تعرفه عن نفسك من قبل مثل الشجاعة الجرأة أو الخوف أو الخجل
والآن وقد عرفنا انواع الذات كيف ترسمي شخصيتك
فهيا بنا نعرف ماحجم كل ذات لديك ؟؟
هل تمثل الذات المفتوحة عندك كثير من شخصيتك ان كنت كذلك
النصيحة :
لا تجعل شخصيتك كالزجاج الشفاف الذي يسهل كشف ما وراءه ومعرفة حقيقته، لكل عابر سبيل، ففي الحياة الكثير من الفضوليين والمتطفلين بل
والأشرار، واجعل لذلك باباً موثقاً وحارساً أميناً يأتمر بأمرك فيفتح ذلك في الوقت المناسب وبالقدر المناسب ولمن هو أهل لذلك ويغلق عند الحاجة لذلك.
اما اذا وجدت ان حجم الذات العمياء عندك كبيرفهذا خطر لأنك وكأنك تعيش وانت في غفلة عن نفسك الحقيقية باخطاءها وفضائلها وهذا بالطبع ما لن تعرفيه الا بالرجوع لأقرباء مخلصين وباستشارة اهل الثقة المقربين فاوصيك بالاهتمام بمعرفتها لانها
تساعدنا دون أدنى شك على التواصل الايجابي الفعال مع الغير ، و بناء علاقات صداقة متينة راسخة ، و تحقيق السعادة و الراحة النفسية وذلك لانك تدرك بعدها نقاطك الايجابية التي بها قد تصل لسلامك النفسي وحب الناس وكذلك تتعرف على ما ينفر الناس منك دون وعي منك
وللاسف هناك أشخاص مقتنعون بأنهم يعرفون كل شيء عن ذواتهم و هذا بالطبع غير صحيح.
وتبقى لك الذات المجهولة ومن اجل هذه انصحك ان تترك لنفسك فرصة لتجربة الجديد ولا تصر على احكام مسبقة قاسية عن نفسك جرب لن تخسر شيا وقد تفاجأ بمكاسب مذهله
د هبه بغاغو
*مدربة تنمية بشرية ودراسات عليا الصحة النفسية