لهذا يرفض السلفيون الديموقراطية!!

(لهذا يرفض السلفيون الديموقراطية!!)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

أولاً تعالوا بنا نتعرف على معنى الديمقراطية

*كلمة ديموقراطية

δημοκρατία – (dēmokratía)

تتكون من مقطعين:

1-δῆμος (dêmos) "people"

ديموس = الشعب

2-κράτος (Kratos) "power"

كراتوس = القوة أو السيادة

والمعنى سيادة الشعب أى أن الشعب هو الذى يختار لنفسه القوانين التى يرتضيها ولو خالفت شرع الله..

*يخلط الكثيرون بين الديموقراطية والشورى، فيقولون إن الإسلام فيه ديموقراطية، وهذا يدل على عدم فهم مصطلح الديموقراطية أصلا!

*الديموقراطية هى أن تكون الحاكمية والسيادة للشعب دون غيره، فلو اتفق الشعب مثلا على أن القتل مباح أو الزنا حلال أو نحو ذلك، فيكون ما اختاره الشعب أما فى الإسلام فالحكم ليس للشعب بل الحاكمية والسيادة لله وحده كما قال الله تعالى: {إن الحكم إلا لله}[الأنعام/57]

{ أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} [المائدة/50]!!

وكما هو واضح فى مواطن كثيرة جدا فى الكتاب الكريم والسنة المطهرة..

فالسارق مثلا حكمه قطع اليد قال تعالى: { والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم } [المائدة/38]

وهكذا، فلا يجوز لأحد أن يقول إن هناك حكمًا أحسن من حكم الله {ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون}!!

ولا يجوز لحاكمٍ تغيير حكم الله فى مسألة أبدًا فضلاً عن أن يستبدل الشرع بالكلّية..

*وفى القانون المصرى مثلاً من أمثلة ذلك الكثير، فحسب الدستور المصرى إذا زنى رجل بامرأة برضاها، لا شىء عليه!

*وفى القانون المصرى أن المرأة المتزوجة إذا زنت لا يحق لأحد أن يشهد عليها إلا زوجها إن شاء!!
وذكر أحدهم لى قصة لا أدرى إن كانت وقعت بالفعل أم لا، وهى أن رجلاً دخل على زوجته فوجدها فى فراشه مع رجل آخر فلما رآه الرجل قتل الزوج، فكانت النتيجة أن الرجل لم يُتهم بالزنا لأن الزوج قد مات وهو الوحيد الذى من حقه الشهادة على زوجته بالزنا ولو رآه الناس أجمعون، وحُكِمَ للرجل أنه قتل الزوج دفاعًا عن نفسه!!

=فأى قانون هذا الملىء بالثغرات والهفوات! ولا شك لأنه من صنع البشر، أما رب البشر فجل سبحانه عن الخطإ والسهو سبحانه وتعالى..

*وفى قضية تبادل الزوجات الشهيرة نشرت الصحف أيضًا أنه لا يوجد قانون يجرم هذا مادام برضا الأطراف جميعًا!! ولا أدرى ما حُكِمَ به بعد ذلك!
فأىُّ خَبَلٍ هذا !!

لو كان شرع الله يطبق فى أرض الله، لرجم هؤلاء جميعا إلى الموت فى مشهد من الناس! ولكن الواقع أن هؤلاء صاروا أسوة لغيرهم فى الشر ولا حول ولا قوة إلا بالله!

{ومن أحسن من الله حكمًا لقومٍ يوقنون}!!

*من مساوئ الديموقراطية أنها نسبية وغير قابلة للتطبيق عمليًّا بشكلٍ كاملٍ، ففى مصر مثلا يدعون وجود الديموقراطية، ورغم ذلك يتم تزوير الانتخابات ونحو ذلك ونرى الفساد والرشاوى وغير ذلك، بل فى أمريكا وأوروبا مثلا، نرى الكيل بمكيالين بل مكاييل عديدة فى العديد من القضايا، مثل قضية فلسطين، مع أن نسبة كبيرة جدا من شعوبهم مع القضية الفلسطينية، ومع ذلك لا أثر للديموقراطية .. وربما أقامت حكومة ما اقتراعًا حول دعم القضية وزعمت -خلاف الحقيقة- أن الشعب لا يريد دعم القضية فما أدرانا!

ولو وُجِدَ مراقبون دوليون كما يزعمون، فهم بشر قد يُشْتَرَوْن بالأموال أو بالضغوط السياسية أو غير هذا..

=أما إذا طبقنا شرع الله عز وجل، فالشرع يقول جزمًا بوجوب نصرة إخواننا فى غزة مثلا، وأن هذا جهاد شرعى وجب على مصر لأنها هى التى تليها، فلا مجال للاقتراع والقرع، بل القول قول الشرع..

والرشوة محرمة بالاتفاق مهما وافق عليها الشعب أو رفض..

والفساد كذلك، والغش والظلم وجباية الضرائب بغير وجه حق..

ويجب على الحاكم جمع الزكاة وصرفها فى مصارفها الشرعية الثمانية بدلاً من ذلك..

*شبهة: يدعى بعض العلمانيين أن المنهج السلفى يعطى للحاكم الحق فى الظلم دون خروج عليه، وهذا خطأ من وجهين:

الوجه الأول: أن مسألة الخروج على الحاكم الظالم الذى لا يحكم بما أنزل الله مسألة يجب فيها قياس المصالح والمفاسد، فإذا كانت المفاسد أكثر من المصالح فلا يجوز الخروج على الحاكم وإلا فأهل العلم هم الذين يحكمون فى مثل هذه القضية لأن رؤيتهم أشمل وأعم من رؤية آحاد الأفراد.

الوجه الثانى: أن فى الإسلام ما يسمى بـ"أهل الحل والعقد" فأهل الحل والعقد مصطلح شبيه بمصطلح "النخبة" لكن أهل الحل والعقد لهم صفات خاصة فلابد مثلا أن يكونوا من العلماء والأمراء ممن هم محل ثقة فى الأمانة والديانة، و"أهل الحل والعقد" هؤلاء لديهم السلطة لعزل الحاكم وترشيح حاكم جديد يبايعه الناس وفقًا للسياسة الشرعية.

أما "النخبة" فهم المثقفون –بزعمهم- والمثقفون هؤلاء -عندهم- هم الذين يقرأون القصص والروايات العالمية وبعض الكتاب والشعراء والمفكرين –زعمًا- وقد يكونون لا يصلون أصلا!!

قد يقول البعض:"وما المشكلة أنه لا يصلى؟!" أقول له إن المشكلة أن الذى لا يصلى هذا شخص لا يراعى حق الله عز وجل، فكيف أأتمنه على حقى، وأنه لن يبيع كلمته لمجرد الهوى والمال والنساء ونحو ذلك وهو لا دين له أصلا!!

وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة"!!

فهذا قد خان العهد مع ربه!!

*إذن فما هى الشورى؟

الشورى إنما تكون فى إطار الشرع بمعنى مناقشة أى خطة اقتصادية من الخطط المتماشية مع الشرع سنتخذها، أو إذا كنا فى وضع حرب فأى الخطط سنسلك، وفى مناهج التعليم وهكذا ..

فالشورى أساس ولكن فى إطار الشرع، وهذا والله هو الفلاح والنجاح.. ولم يزدهر الإسلام يومًا والمسلمون إلا بتحكيم شرع الله فى الدولة والبيت، ولم يحدث العكس إلا بالعكس حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الآن نسأل الله أن يسلمنا وإياكم من كل سوء، وأن يهدى الحكام والمحكومين إلى تطبيق شرعه وشريعته، واتباع نبيه وطريقته، وانتهاج قرآنه وسنته..

أقول هذا تبريئًا للذمة وأملاً فى العودة إلى ما كان عليه خير الأمة، محمد –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه الأئمة، وأن نكون لما بدأوه تتمة..
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

منقووول

» السلفيون والانتخابات
» السلفيون والحداثة السياسية
» هل السلفيون أقل خبرة من غيرهم في السياسة؟
» السلفيون وكشف حساب الأزمة
» السلفيون والانتخابات : للشيخ محمد اسماعيل المقدم