قصة النهاردة 9 / 9 / 2011

قصة النهاردة 9 / 9 / 2011

حتى الساعة العاشرة ليلاً

انطلقت مظاهرات اليوم الجمعة بتدفق حاشد خاصة بعد صلاة الجمعة من ميدان التحرير ، محذرين من ذهاب روح الثورة -التي لم تنتهِ- من الشعب ، ومستاءة من التلاعب بالثورة وحكم المجلس العسكري ممثلا في المشير حسين طنطاوي ، مشبهين إياه بالرئيس المخلوع حسني مبارك ، وتردد في الميدان التشكيك في محاكمة مبارك وأنها شكلية وغير موثوق بها .

ومع الوقت التحق ألتراس الأهلي (مشجعي النادي الأهلي) بالميدان ثأرا لاعتقال شباب منهم في مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر إثر احتكاكات بينهم وبين أفراد من الشرطة ، فتدفق الألتراس إلى الميدان بأعداد هائلة وتنظيم كبير وهتافات حادة وشتائم شديدة ضد الأمن ووزارة الداخلية .

ثم انطلق فصيل منهم ومعه مئات من متظاهري ميدان التحرير إلى مقر وزارة الداخلية للتعبير عن الغضب أمامها في صورة من صور التحدي للوزارة ، التي بدورها قررت البارحة أن تخلي الميدان تماما من عناصر الشرطة والأمن ، وهو ما حدث بالفعل ولم يكن حول مبنى الوزارة أية حراسات أمنية .

ولم تحدث احتكاكات كما أشيع بل وقف متظاهرون لمنع أي محاولة اقتحام للمبنى ، وحدثت احتكاكات بين بعض المتظاهرين ومجهولين حاولوا اقتحام الوزارة فمنعوهم وتعرض بعض المحاولين للضرب. فيما اكتفى المتظاهرون بالكتابة على جدران الوزارة والهتافات وتحطيم بعض الرموز الموجودة على الجدران كالإطار حول نسر الوزارة.

وكان بعض رجال الأمن بداخل مبنى الوزارة ينظرون من النوافذ والشتائم تنهال عليهم مثل "الجوز الخيل والعربية * #### وزارة الداخلية" في إشارة إلى معركة الجحش والجمال ودهس سيارات الأمن المركزي للثوار أثناء ثورة 25 يناير. وتطرقت الشتائم إلى حبيب العادلي بسبب ما تردد أن بعض الضباط يضربون تعظيم سلام للعادلي حتى الآن رغم كونه سجينا متهما بقتل الثوار.

هذا وانطلقت مجموعات أخرى من المتظاهرين إلى السفارة الإسرائيلية غضبا من موقف الحكومة الذي وصفوه بالخانع والعار من مقتل مصريين على الحدود مع دولة الكيان الصهيوني دون رد كافي ، مقارنين بين موقف الحكومة الحالية وحكومة أردوغان التركية التي طردت السفير وقطعت العلاقات العسكرية مع إسرائيل وتطالبها بالاعتذار الرسمي الصريح ، واجتمعت أعداد غفيرة أمام السفارة وتم تحطيم جزء من الجدار العازل بين السفارة والشارع الموازي لها الذي أصاب بعض المتظاهرين بإصابات نقلوا على إثرها إلى المستشفى ، ورفع المتظاهرون على بقية الجدار أعلام مصر وفلسطين وليبيا. كما كتبوا على الجدار عبارات ثناء على حكومة أردوغان وهجوم على الدولة الصهيونية,

وحاول البعض اقتحام السفارة من الخلف إلا أن في البداية متظاهرون آخرون منعوهم ، وتتردد الأنباء أنهم اقتحموها من الخلف الآن.

هذا ولم يتدخل الأمن أيضا لفض هذه الأعمال أمام السفارة إنما كان يحرسها من الداخل. أما داخل ميدان التحرير فلم يوجد الأمن تماما ، كما انضم ألتراس الزمالك والإسماعيلي مع المتظاهرين لاحقا.

وتعددت الهتافات فوق المنصة بالميدان بين المطالبة بإسقاط المحاكم العسكرية وبعضها طالب بإسقاط حكم المجلس العسكري نفسه مرددين "يسقط يسقط حكم العسكر" و "الشعب يريد إسقاط المشير"، محذرين من استمرار تمسك المجلس العسكري بالحكم ومطالبين بسرعة وشفافية محاكمة "قتلة الثوار" وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة شعبيا .

إلا أنه بعيدا عن المنصة الوحيدة التي كانت بالميدان فقد تكونت حلق نقاش ومناظرات بين إسلاميين من ائتلافات عدة كائتلاف 77 والإرادة الشعبية والوحدة العربي وسلفية كوستا ، وآخرين من تيارات أخرى ومن عامة الناس ، مؤكدين أنهم -كإسلاميين- يرفضون دعوات ترك الميدان وإخلاء الساحة لغيرهم ، كما أكدوا أن نجاح الثورة يكون باستمرار شعلتها حتى تحقق كافة مطالبها الشعبية.

كما تطرقت المناظرات حول الإسلام حيث يكفل الحريات والحقوق والعيش الكريم وفق منظومة متكاملة من التشريعات الربانية التي أكدها ودعى إليها الإسلام. مشيرين أن الدعوة إلى المدنية تتلاءم مع الغرب حيث فصل الكنيسة عن الدولة وهو ما ينبغي أن يحدث في كل مكان ، ولا تتلاءم مع دولة إسلامية حيث لا يوجد في الإسلام رجال دين ، فالعلم الشرعي مكفول للجميع ولا صكوك غفران ولا وسائط بين العبد وربه ، إلا أن هناك متخصصون وغير متخصصين ، والقضاء "الشرعي" هو الذي يفصل في المنازعات وفق نصوص وقوانين شرعية واضحة لا ثغرات فيها.

مشددين أن أفراد أي نظام حاكم لابد أن يدركوا الحد الأدنى من العلم الشرعي الذي يخولهم القيام بحقوق العباد وفق شريعة رب العباد.

وقد ارتفعت في سماء الميدان أعلام مصر وفلسطين وليبيا الحرة ، والألتراس بفئاته ، وارتفعت -في غياب حركات ليبرالية أخرى كالوفد- أعلام حركة 6 إبريل ، وعلم أسود مكتوب عليه كلمة التوحيد.

أما الحادث الوحيد الذي أثار الذعر في الميدان هو محاولة شخص مجهول التقدم بسرعة لطعن أحد شباب الألتراس الأهلي بمطواه قرب المنصة ، مما أثار الذعر حوله وتراجع عدد من المتظاهرين عن المنصة ناحية المتحف ، ثم تم ضبط هذا الشخص وتهدئة المتظاهرين بحسب رواية شهود. هذا وحدثت حالات اختناق ودوران لعدد من الأشخاص جراء التزاحم حول المنصة تم على إثرها نقلهم إلى المستشفى.

فيما غادرت الائتلافات الإسلامية وحركة 6 إبريل وشباب الثورة الميدان تدريجيا بعد صلاة العشاء.[/[/justify

» (مرشحو حزب النور .. انتخابات 2011 م (متجدد )
» بيان من الدعوة السلفية بشأن أحداث جمعة 9-9-2011
» تعليقا ً على هلاك القذافى 20-10-2011 د - محمد إسماعيل المقدم
» تعليق على احداث امبابة للشيخ - أحمد السيسى 2011/85/8
» جزء من مرافعة اليوم في قضية كاميليا شحاتة جلسة 19-4-2011