الفاتحون الجدد وخطر مدارس اللغات

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد

اخوتى لقد شرعت اليوم فى الكتابة عن اخطار مدارس اللغات على ابنائنا ثم ما لبثت ان وجدت نفس الموضوع بمجلة البيان السعودى فشعرت بحجم المشكلة التى نحن بصددها بصورة اكبر

واليكم رايى و اسمحوا لى ان اكتبه لكم مع علمى بتحفظ البعض عليه و لكن اقوله و الله المستعان

اننى اعمل بمجال التعليم و قد تخرجت من قبل فى احدى كليات اللغات و لهذا فان ما ارويه لكم انما قد رايته عن قرب و تجربة حدثت معى و مع غيرى

فلا شك ان كل والد يحب ابنه و يريد له افضل تعليم و احسن شهادة و افضل مدرسة و اعظم اساتذة و لهذا السبب يتسابق البعض لالحاق اولادهم بمدارس اللغات من اجل تعليم اولادهم اللغات الاجنبية التى صارت اليوم من اساسيات العمل و العلم الدنيوى كما ان تلك المدارس يعمل بها عادة معلمون اكفاء و بها مظاهر دنيوة متميزة

ولكن..............

ولكن................

ولكن..................................

اقولها اخوتى ان المساوىء التى تترتب على اولادنا بتلك المدارس و ذلك النوع من التعليم اضخم بكثيييييييييييييييير من المميزات الخداعة و اليكم الاسباب:_

1_طالب اللغات عادة تجده مهتما باللغة الاجنبية اكثر من لغته العربية.

-طالب اللغات تجده عنده ولاء الى بريطانيا و امريكا اكثر من ولائه لبلده العربى لانه دارس لثقافتهم و حضارتهم اكثر من بلده فهو يشعر بالولاء لتلك البلاد و هذه حقيقة مهمممممة مشاهدة.

طالب اللغات يحتقر لغته العربية لانه ينظر لها من داخله نظرة دونية فاللغة الانجليزية هى لغة العلم الدنيوى الحالى و التقنية البشرية القادمة و ليست العربية .

طالب اللغات يتحدث الانجليزية و الفرنسية بطلاقة اكثر من العربية التى يشعر بصعوبتها و بانهاcomplicatedكما قالت لى باللفظ احدى زميلات الدراسة السابقة و لم تقل حتى انها معقدة باللغة العربية؟؟؟؟؟

وعندما شرع الاستاذ فى شرح معنى الجملة الاعتراضية باللغة العربية قالت له طالبة اخرى """in English,please"""بالطبع لانها لا تفهم الشرح باللغة العربية و لكن تفهمه باللغة التى تعلمتها طوال حياتها ؟؟؟؟

طالب اللغات عادة تصعب عليه تكوين جملة صحيحة باللغة العربية و تشكل له قواعد النحو مشكلة كبيرة للغاية حتى الترجمة كان بعض الاوائل لا يحصلون فيها الا على تقدير مقبول؟؟؟

طالب اللغات ينظر للغات الاخرى بالفخر و العلو لانه خريج مدارس كذا و كذا الانجليزية او الفرنسية او البريطانية بينما يشعر انه متميز عن غيره من طلاب مدارس الحكومة المساكين الذين يدرسون باللغة العربية.

طالب اللغات تكتنفه ميوعة الغرب و ياخذ كثيرا من طباعهم و عاداتهم بل و يتحدث الانجليزية و الفرنسية فى كلامه العادى مع زملائه العرب شعورا بالتميز و ليكون ولد"""شيك...ابن ناس"""لان الاثرياء و ابناء اعائلات الارستقراطية هم الذين يتكلمون اللغات الاجنبية فى كلامهم العادى مع الناس لانها رمز الشياكة و الاناقة و الثراء؟؟؟

طالب اللغات ليس عنده انتماء لبلده بل يشعر احيانا بالخزى لانتسابه لبلاد فقيرة و غير متحضرة و ينظر لبلاد الغرب نظرة اعتزاز و شوق وللحضارة الغربية نظرة اعجاب طاغ فلا يرى سلبيات الغرب و لا يعتد الا بالايجابيات الموجودة هناك بينما لا يرى سوى السلبيات فى بلاده و بنى وطنه.

وهذه السلبيات السابقة لها خطر عظيم على شخصية الولد دينيا و عقديا و سلوكيا و اجتماعياو نفسيا

لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اولا.. ان اللغة العربية هى لغة الدين لغة القران و السنة و اى اخلال بها يخل بوسائل الوصول لدين الله بالطريقة الصحيحة.

ثانيا: ان طالب اللغات يشعر بتمزق عقدى فعلى فعلى بين الحضارة التى يشعر بالانبهار بها و التى يعتز بها و يعيش معها سنوات عمره و بين ما يقتضيه دينه من التبرؤ من اهل الشرك و المشركين و عدم التحدث بلغاتهم الا فى الضرورة
فالولد يتشتت ذهنه يعيش فى المدرسة ومع الكتب فى حال و يعيش بجسده فى حال اخرى ثم نطلب منه حين يكبر ان يجاهد هؤلاء المشركين الذين تشرب من ثقافتهم و حضارتهم عمره الطويل.

ثالثا :نهى السلف الصالح عن التحدث بلغة الاعاجم فقالوا انها من صفات المنافقين""الا بالطبع فى حالات الضرورة""اما الان فالولد يتكلم بها بدون داع مع امه و اصدقائه و يكتب بها فى مذكراته و يرسل بها رسائل محمول لزملائه.

رابعا: كيف يتسنى للولد ان ينشا على اخلاق الاسلام بينما يتشرب طوال عمر دراسته الثقافة الغربية بميوعتها و برودها وجفائها و انانيتها؟؟؟

خامسا كيف تريد من ابنك ان يدافع عن بلده و اهله و دينه ويقاتل من يراهم اهل فضل و حضارة و ثقافة لا يعيبها عيب؟؟؟

اهذا ما نريده؟؟؟

اهؤلاء هم الفاتحون الجدد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اهؤلاء سيكونون خالد و صلاح الدين و سعد و المثنى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وانا هنا فى كلامى اتحدث عن اشخاص اكثرهم ملتزمين ابناء ناس ملتزمين بالدين يدرسون فى مدارس لغات اسلامية ملتزمة

اما ابناء غير الملتزمين الذين يدرسون بمدارس غربية علمانية او نصرانية فمصيبتهم اشد لانهم يطوعون الاولاد على ثقافة العلمانية المحضة و يدسون السم فى العسل و يدعونهم الى مذاهبهم الهادمة المخالفة للشريعة على طبق من ذهب"" فمن لم يحارب المشركين فعل الاقل لا يشعر بمعاداتهم"""

هذا هدفهم

فمنذ سنوات قامت راهبات احدى المدارس بمصر بمساعدة ام نصرانية على خطف ابنتها المسلمة من مدرستها وتعاونت مع الام فى تسفيرها لبلد الام الاجنبية

وفى احدى بلاد الشام رفض القس ان يعين احد المدرسين المسلمين فى مدرسته و لما قيل له انه مدرس ملحد اصر على رفضه و قال انه لا يريد ان يرى الاولاد فى المدرسة مدرسا غير نصرانى

و فى مدارس الرهبان عادة لا يعينون مدرسة ملتزمة بحجابها الكامل بل و هناك من المدارس من ترغم الطلاب المسلمين باداء صلاة النصارى فى طابور الصباح

وان هذه المدارس هدفها الاصلى عند انشائها هو تنصير المسلمين و الدعوة لينهم بطريقة مختلفة تماما كما تفعل منظمات خيرية ظاهرها تقديم الخدمات الانسانية و باطنها التنصير

ولهذا فهى تلقى الدعم المادى و المعنوى من بلادها الاصلية فهى تفعل ولا يفعله الاحتلال من تطويع عقول الصغار ليكونوا اعوانا لبلاد الغرب ضد بلادهم و لكن بطريقة ظاهرها السلامة وبعدها تجد ان اكثر العملاء و الخونة قد تلقوا تعليمهم و دعمهم من تلك البلاد و تلك المدارس سواء فى ر\بلادنا العربية او فى بلادهم هم ثم ياتون ليطوعوا اقلامهم فى تمجيد الغرب و التحدث بعظمته

وما اكثر العملاء العلمانيين فى كليتى

ولقد درست فى احدى كليات اللغات و لاحظت انه فى العام الاول كان التركيز على ازالة ذلك الحاجز بين الثقافتين العربية و الغربية فكان منهج العام الاول هو الاسوء فى كل شىء

الاشعار تتحدث فى العلاقات المحرمة بدون اى اى اى حياء و تدعو الفتاة للرذيلة بصورة مباشرة صريحة

اشعار تتحدث عن المسيح عليه السلام ظاهرها الخير و باطنها الشر

مسرحيات و روايات فى منتهى السوء كلها خيانات شرعية و غير شرعية

مسرحية لماكبث يسخر فيها من العرب .

رواية فى العام الثالث تتحدث عن سفر البطلة للتنصير فى الهند و بالطبع لهجة المؤلف تطوع القارىء ليكون مع البطلة قلبا و قالبا ""فاين الولاء و البراء؟"""

واستمرت الدراسة هكذا حتى اخر عام دراسى حين درسنا احدى الروايات يسخر فيها الكاتب من النقاب الاسلامى فى الهند

وان ماجعلنى انتبه للامر هو احدى القصائد التى كان الشعر يتباكى فيها على سقوط القسطنطينية فى يد محمد الفاتح و بالطبع نبرة القصيدة فى منتهى الحزن

ولكن كان المفترض ان نكون نحن مسرورين لاننا مسلمون يسعدنا فتح القسطنطينية و لكن ما كنت افيق ا لا بعد انتهاء القصيدة

نعوذ بالله من موالاة المشركين

""قد كانت لكم اسوة حسنة فى ابراهيم و الذين معه اذ قالوا لقومهم انا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده""الاية الممتحنة

فاتق الله يا كل اب و اتق الله يا كل ام فانت مسؤلة عن ابنك وان الله سائلك عنه يوم القيامة

قال تعالى""يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم و اهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائك غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم و يفعلون ما يؤمرون""

اخوتى ان تعليم اللغات من اسهل ما يمكن فى الكبر و الاولى ان يعلم الاب ابنه القران فى صغره و يعلمه العربية الفصحى التى تكاد تندثر وما اسهل تعلمه اللغات حين يكبر باذن الله.

واياك و تعليم ابنك لغات الغرب فى الصغر حتى لا يحقر لغته و اهله و بلده فيما بعد.

ولا يغرك ان فلان ملتزم و هو خريج اللغات فعقيدة الولاء و البراء لا يعلم قوتها فى القلوب الا الله و الفتنة خطافة و السلامة مطلوبة

نسال الله ان يعافينا و يصلح لنا حالنا و يرزقنا عقيدة اهل السنة عقيدة صحيحة لا تشوبها شائبة.

اخوتى اعلم ان منكم معارض و لكن والله اننى ما تحدثت الا من تجربة مررت بها و اراها تتكرر كثير ا حولى

فانقذوا الفاتحين الجدد.