وقد اختلف العلماء في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق:
1- فقيل كان عددها سبعة أرسلت إلى: مكة,الشام,البصرة,الكوفة,اليمن,البحرين,ال مدينة,
2- وقيل عددها أربعة: العراقي,الشامي,المصري,والمصحف الإمام.
3- وقيل عددها كان خمسة:وذهب السيوطي إلى أن هذا هو المشهور.
أما الصحف التي ردت إلى حفصة فقد ظلت عندها حتى ماتت ثم غسلت غسلا وقيل أخذها مروان بن الحكم وأحرقها.
ترتيب الآيات والسور
القرآن سور وآيات منها القصار والطوال,
والآية:هي الجملة من كلام الله المندرجة في سورة من القرآن
,والسورة:هي الجملة من آيات ذات المطلع والمقطع.وترتيب الآيات في القرآن الكريم توقيفي
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكى بعضهم الإجماع على ذلك منهم الزركشي في "البرهان" وابو جعف بن الزبير في"مناسباته".
ترتيب السور
اختلف العلماء في ترتيب السور:
1- فقيل:إنه توقيفي تولاه النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه,فكان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
مرتب السور كما كان مرتب الآيات على هذا الترتيب الذي لدينا اليوم وهو
ترتيب مصحف عثمان الذي لم يتنازع أحد من الصحابة فيه مما يدل على عدم
المخالفة والإجماع.
2- وقيل إن ترتيب السور باجتهاد من الصحابة بدليل إختلاف مصاحفهم في
الترتيب.فمصحف "علي"كان مرتبا على النزول أول أقرأ ثم المدثر ثم "ن" ثم
المزمل وهكذا إلى آخر المكي والمدني.
وكان مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران.
وأول مصحف أبي بن كعب الفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.
3- وقيل إن بعض السور ترتيبه توقيفي وبعضها باجتهاد الصحابة,حيث ورد ما
يدل على ترتيب بعض السور في عهد النبوة,فقد ورد ما يدل على ترتيب السبع
الطوال والحواميم والمفصل في حياته عليه الصلاة والسلام.
وبعد مناقشة الأقوال الثلاثة يترجح القول الأول.
سور القرآن وآياته
سور القرآن أقسام أربعة:-1- الطوال -2- المئين -3- المثاني -4-المفصل.نوجز أرجح الآراء فيها:
1- الطوال:سبع:البقرة,آل عمران,النساء,المائدة,الأنعام,الأعراف,وال سابعة,قيل: هي الأنفال وبراءة معا لعدم الفصل بينهما بالبسملة وقيل هي يونس.
2- المئون: التي تزيد آياتها على مائة أو تقاربها.
3- المثاني:هي التي تليها في عدد الآيات,سميت بذلك لأنها تثني في القراءة وتكرر أكثر من الطوال والمئين.
4- المفصل:قيل:من أول سورة"ق"وقيل:من أول"الحجرات"وقيل:غير ذلك-وأقسامه ثلاثه-طواله,وأوساطه,وقصاره.
فطواله:من"ق"أو "الحجرات" إلى "عم" أو "البروج".
وأوساطه: من "عم" أو "البروج" إلى "الضحى" أو "لم يكن".
وقصاره: من "الضحى" أو "لم يكن" إلى "آخر القرآن.على خلاف في ذلك.
وتسميته بالمفصل لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة.
وعدد سور القرآن( 114) وقيل: (113) بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة.
وأما عدد الآيات (6200)آية,واختلفوا فيما زاد عن ذلك.
نزول القرآن على سبعة أحرف
لقد كان للعرب لهجات شتى تنبع من طبيعة فطرتهم في جرسها وأصواتها وحروفها تعرضت لها كتب الأدب بالبيان والمقارنة ,
فكل قبيلة لها من اللحن في كثير من الكلمات ما ليس للآخرين,إلا أن قريشا من بين العرب قد تهيأت لها عوامل
جعلت للغتها الصدارة بين فروع العربية الأخرى من جوار البيت وسقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام والإشراف على التجارة,
فأنزلها العرب جميعا لهذه الخصائص وغيرها منزلة الأب للغاتهم,فكان طبيعيا أن يتنزل القرآن بلغة قريش على الرسول القرشي
تأليفا للعرب وتحقيقا لإعجاز القرآن حين يسقط في أيديهم أن يأتوا بمثله أو بسورة.
ونصوص السنة قد تواترت بأحاديث نزول القرآن على سبعة أحرف ومن ذلك:-
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :"قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم:أقرأني جبريل على حرف فراجعته,فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى
سبعة أحرف"أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما.
واختلف العلماء في تفسير هذه الأحرف اختلافا كثيرا.حتى قال ابن
حيان:"اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا"
ونورد منها ماهو ذو بال:
1- ذهب أكثر العلماء إلى أن المراد بالأحرف السبعة: سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد,على معنى أنه حيث تختلف لغات العرب
في التعبير عن معنى من المعاني يأتي القرآن منزلا بألفاظ على قدر هذه اللغات لهذا المعنى الواحد.
واختلفوا في تحديد اللغات السبع:
فقيل هي لغات:قريش,وهذيل,وثقيف,وهوازن,وكنانة,وتمي م,واليمن.
وقال أبوحاتم السجستاني: نزل بلغة قريش, وهذيل , وتميم, والأزد , وربيعة, وهوازن, وسعد بن بكر.
وروي غير ذلك.
2- وذهب بعض العلماء:أن المراد بالأحرف السبعة : سبع لغات من لغات العرب نزل عليها القرآن,على معنى أنه في جملته
لا يخرج في كلماته عن سبع لغات هي أفصح لغاتهم,فأكثره بلغة قريش,ومنه ما هو بلغة هذيل,أو ثقيف أو هوازن ، أو كنانة
أو تميم أو اليمن.فهو يشتمل في مجموعه على اللغات السبع.وهذا الرأي يختلف عن سابقه ,لأنه يعني أن الأحرف السبعة
إنما هي أحرف سبعة متفرقة في سور القرآن,لا أنها لغات مختلفة في كلمة واحدة باتفاق المعاني.
3- وذكر بعضهم أن المراد بالأحرف السبعة أوجه سبعة:من الأمر والنهي والوعد والوعيد والجدل والقصص والمثل.
والراجح هو القول الأول الذي يرى أن المراد بالأحرف السبعة سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد وهو الذي
يتفق مع ظاهر النصوص وتسانده الأدلة الصحيحة.
حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف
تتلخص حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف في أمور:
1- تيسير القراءة والحفظ على قوم أمميين.
2- إعجاز القرآن للفطرة اللغوية عند العرب.
3- إعجاز القرآن في معانيه وأحكامه.
القراءات والقراء
القراءات: جمع قراءة,مصدر قرأ في اللغة.
وفي الاصطلاح العلمي:مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من الأئمة القراء مذهبا يخالف غيره.
وهي ثابتة بأسانيدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم,ويرجع عهد القراء والذين أقاموا الناس على طرائقهم في التلاوة
إلى عهد الصحابة ,فقد اشتهر منهم أبي بن كعب,وعلي,وزيد بن ثابت,وابن مسعود,وأبوموسى الأشعري,وغيرهم
وعنهم أخذ كثير من الصحابة والتابعين في الأمصار.وكلهم يسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي عهد التابعين على رأس المائة الأولى تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة حين دعت الحاجة إلى ذلك
وجعلوها علما كما فعلوا بعلوم الشريعة الأخرى وصاروا أئمة يقتدى بهم ويرحل إليهم.
والقراءات غير الأحرف السبعة –على أصح الآراء-وإن أوهم التوافق العددي الوحدة بينهما,لأن القراءات مذهب أئمة
وهي باقية إجماعا يقرأ بها الناس ومنشؤها اختلاف في اللهجات وكيفية النطق وطرق الأداء من تفخيم,
وترقيق ,وإمالة ,وإدغام ,وإظهار ,وإشباع ,ومد ,وقصر ,وتشديد ,وتخفيف ...ألخ,وجميعها في حرف واحد هو حرف قريش.
أما الأحرف السبعة فهي بخلاف ذلك على نحو ما سبق لك,وقد انتهى الأمر بها إلى ما كانت عليه العرضة الأخيرة حين اتسعت الفتوحات
ولم يعد للاختلاف في الأحرف وجه خشية الفتنة والفساد,فحمل الصحابة في عهد
عثمان على حرف واحد هو حرف قريش وكتبوا به المصاحف كما تقدم.
والقراء السبعة المشهورون هم :
1- أبو عمرو بن العلاء شيخ الرواة,وهو زيان بن العلاء بن عمار المازي البضري.توفي بالكوفة سنة(154)للهجرة. وراوياه هما:
(أ) الدوري: هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز الدوري النحوي.توفي سنة(246)للهجرة.
(ب) السوسي: هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبدالله السوسي.توفي سنة(261)للهجرة.
2- ابن كثير: وهو عبدالله بن كثير المكي,وهو من التابعين.توفي بمكة سنة(120)للهجرة. وراوياه هما:
(أ) البزي: هو أحمد بن محمد بن عبدالله بن أبي بزة المؤذن المكي,ويكنى أبا الحسن.توفي سنة(250) للهجرة بمكة.
(ب) قنبل : وهو محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد المكي
المخزومي,ويكنى أبا عمر,ويلقب قنبلا.ويقال هم أهل البيت بمكة يعرفون
بالقنابلة توفي سنة(291)للهجرة بمكة.
3- نافع المدني: هو أبورويم نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم الليثي أصله من
أصفهان,توفي بالمدينة سنة(169)للهجرة. بالمدينة.وراوياه هما :
(أ) قالون: وهو عيسى بن منيا المدني ,معلم العربية ويكنى أبا موسى وقالون لقب له.توفي سنة(220)للهجرة بالمدينة.
(ب) ورش: وهو عثمان بن سعيد المصري ويكنى أبا سعيد.وورش لقب له قيل لشدة بياضه,توفي بمصرسنة(197)للهجرة.
4- ابن عامر الشعبي:هو عبدالله بن عامر اليحصبي قاضي دمشق في خلافة الوليد
بن عبدالملك ويكنى أبا عمران,وهو من التابعين .توفي في دمشق
سنة(118)للهجرة.وراياه هما:
(أ) هشام: هو هشام بن عمار بن نصير القاضي الدمشقي ويكنى أبا الوليد.توفي بها سنة(245)للهجرة.
(ب) ابن ذكوان: وهو عبدالله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الدمشقي ويكنى أباعمرو توفي بدمشق سنة(173)للهجرة.
5- عاصم الكوفي: هو عاصم بن أبي النجود ويقال له ابن بهدلة أبا بكر وهو من التابعين توفي بالكوفة سنة(128) للهجرة وراوياه هما:
(أ) شعبة: هو أبوبكر شعبة بن عباس بن سالم الكوفي توفي بالكوفة سنة(193)للهجرة.
(ب) حفص: هو حفص بن سليمان بن المغيرة البزاز الكوفي ويكنى أباعمرو وكان ثقة توفي سنة (180)للهجرة.
6- حمزة الكوفي: هو حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الفرضي التيمي ويكنى أبا عمارة توفي بحلوان سنة (156) وراوياه هما:
(أ) خلف: وهو خلف بن هشام البزاز ويكنى أبا محمد توفي ببغداد سنة(229)للهجرة.
(ب) خلاد: هو خلاد بن خالد ويقال بن خليد الصيرفي الكوفي ويكنى أبا عيسى توفي بها سنة(220)للهجرة.
7- الكسائي الكوفي: هو علي بن حمزة إمام النحاة الكوفيين ويكنى أبا الحسن
وقيل له الكسائي لأنه أحرم في كساء.توفي "برنبويه"سنة(189)للهجرة.وراوياه
هما:
(أ) أبو الحارث: وهو الليث بن خالد البغدادي توفي سنة(240)للهجرة.
(ب) حفص الدوري وهو الراوي عن أبي عمر وقد سبق ذكره.
والله ولي التوفيق .