المقصود بالاختلاف بين المصاحف هو: ما تغاير فيه رسم المصاحف العثمانية من حيث زيادة بعض الأحرف في بعضها ونقصانها في البعض الآخر، ومرجع ذلك الاختلاف ومرده: التوقيف والرواية، ولا مجال في ذلك للاجتهاد ولا للآراء.
والذي أكده العلماء أن ذلك الاختلاف هو اختلاف تنوع وتغاير، ولا يرقى أن يكون فيه تضاد أو تنافُر.
هو اختلاف في حكم الاتفاق، وقد ارتضاه الخليفة عثمان - رضي الله عنه - وتمت مباركته من الصحابة والإجماع عليه.
عدد الأحرف المختلف فيها بين المصاحف ومواضعها مرتبة حسب السور:
إن عدد الأحرف المختلف فيها بين المصاحف هو على أصح الأقوال أربعون حرفًا موزَّعة في المصاحف كما يلي:
= (وقالوا اتَّخذ الله ولدًا) البقرة [116]
في مصحف الشام كتبت (قالوا) بغير واو.
= (ووصَّى بها إبراهيم بنيه) البقرة [132]
كتبت في مصاحف المدينة والشام (وأوصى) بزيادة ألف.
= (وسارعوا إلى مغفرة) آل عمران [133]
في مصحف المدينة والشام (سارعوا) بغير واو.
= (بالبينات والزبر والكتاب المنير) آل عمران [184]
في مصحف الشام (وبالزبر وبالكتاب) بزيادة الباء في الكلمتين.
= (ما فعلوه إلا قليل منهم) النساء [66]
في مصحف الشام (إلا قليلا) بالنصب.
= (ويقول الذين آمنوا) المائدة [53]
في مصحف المدينة ومكة والشام (يقول) بغير واو.
= (من يرتد منكم عن دينه) المائدة [54]
في مصاحف المدينة والشام (يرتدد) بدالين.
= (وللدار الآخرة خير) الأنعام [32]
في مصحف الشام (ولدار) بلام واحدة.
= (لئن أنجانا من هذه) الأنعام [63]
في مصحف الكوفة (أنجانا) وفي غيرها (أنجيتنا).
= (قتل أولادهم شركاؤهم) الأنعام [137]
في مصحف الشام (شركائهم ) بالياء.
= (قليلا ما تذكرون) الأعراف [3]
في مصحف الشام (يتذكرون).
= (وما كنا لنهتدي) الأعراف [43]
في مصحف الشام (ما كنا) بغير واو.
= (قال الملأ) الأعراف [75]
في مصحف الشام (وقال الملأ) بزيادة واو.
= (وإذ أنجيناكم) الأعراف [141]
في مصحف الشام (وإذ أنجاكم) بغير ياء ونون بعد الجيم.
= (تجري تحتَها الأنهار) التوبة [100]
في المصحف المكي (تجري من تحتها الأنهار) بزيادة من.
= (والذين اتخذوا مسجدا) التوبة [107]
في مصاحف المدينة والشام (الذين) بغير واو.
= (قل سبحان ربي) الإسراء [93]
في مصاحف مكة والشام (قال سبحان) بالألف.
= (منها منقلبا) الكهف [36]
في مصاحف المدينة ومكة والشام (منهما منقلبا) بزيادة ميم.
= (مكني فيه) الكهف [95]
في المصحف المكي (مكنني) بنونين.
فيُلاحظ فك الإدغام وهو عند الباقين إدغام كبير.
= (قال ربي يعلم القول) الأنبياء [4]
في المصحف الكوفي بألف بعد القاف، وهي قراءتهم إلا شعبة، وفي مصاحف غيرهم (قل) بحذف الألف على صيغة الأمر.
= (أولم ير الذين كفروا) الأنبياء [30]
في المصحف المكي (ألم ير) بغير واو.
= (سيقولون لله) المؤمنون [87]، وكذلك في [89]
في مصحف البصرة (سيقولون الله) بزيادة ألف في الآيتين.
= (قال كم لبثتم) المؤمنون [112] ... و ... (قال إن لبثتم) المؤمنون [114]
مصحف الكوفة (قل) في الآيتين.
استطراد:
قال الإمام الشاطبي:
وَفي قَالَ كَمْ قُلْ دُونَ شَــكٍّ وَبَعْدَهُ * * * شَــفَا ...
قال الإمام أبو شامة: يريد (قال كم لبثتم) قرأها ابنُ كثيرٍ وحمزةُ والكسائيُّ "قل" على الأمر، والذي بعد هذا "قال إن لبثتم" لم يقرأْه على الأمر إلاَّ حمزة والكسائيُّ؛ فجريا على الأمر في الموضعين.
وهو أمرٌ لمَن عيَّنه الله - سبحانه - للسؤال.
وقرأ الباقون بالخبر في الموضعين؛ أي قال الله، أو الملَك.
وقرأ ابنُ كثير الأُولى بالأمر والثَّانية بالخبر، فكأنه مردود على المأمور أوَّلا، أي قال ذلك المأمور.
قال أبو علي: وزعموا أنَّ في مصحف الكوفة "قل" في الوضعين، قال أبو عبيد: والقراءة عندنا على الخبر كلاهما؛ لأنَّ عليها مصاحف أهل الحجاز وأهل البصرة وأهل الشام، ولا أعلم مصاحف مكَّة أيضًا إلاَّ عليها، وإنما انفردت مصاحف أهل الكوفة بالأُخرى.
قال أبو عمرو الدانيُّ: وينبغي أن يكون الحرف الأوَّل بغيْر ألف في مصاحف أهل مكَّة والثاني بالألف؛ لأنَّ قراءتهم كذلك، ولا خبر عندنا في ذلك عن مصاحفِهم إلاَّ ما رويناه عن أبي عبيد.
= (ونزّل الملائكة) الفرقان [25]
في المصحف المكي (وننزل) بنونين، الثَّانية ساكنة يترتَّب عليها الإخفاء مع الزاي.