"يقولون :ان الناصح كالجلاد...وبقد مهارة الجلاد في الجلد..يبقى الالم..
لاحظ: أقول:مهارة الجلد...لا قوة الجلد!!فالجلاد العنيف الذي يضرب بقوة ..يتألم المضروب وقت وقوع السياط ..ثم ما يلبث حتى ينساها ..
أما الجلاد الاستاذ في صنعته..فقد لا يضرب بقوة ..لكنه يعلم أين يوقع السوط..
كذلك الناصح ..ليست العبرة بكثرة الكلام ولا طول النصيحة..وإنما بأسلوب الناصح..
فاختصر قدر المستطاع ..إذا اردت ان تنصحه فلا تلق عليه محاضرة..!! "
ولنتأمل النصائح النبوية :
"يا علي ..لا تتبع النظرة النظرة...فإن لك الأولى وليست لك الثانية "
"يا عبد الله بن عمر..كن في الدنيا كأنك غريب ..أو عابر سبيل "
فما أجمل أن ننصح بعضنا البعض ...بأسلوب يبتعد عن التجريح وبأسلوب لين
لان هناك الكثيرين ممن يعلمون بأن ما يفعلونه باطل
ولكن بوجود ناصح اتخذ أسلوبا قاسيا في اسداء نصيحته
جعلت ذاك المخطىء يتمادى في خطئه ويصر عليه حكاية بأسلوب الناصح...
فالغاية من النصيحة أن يدرك الشخص خطأه ليتجنبه في المرة القادمة ..
وليس الغاية أن ننتصر عليه...ونغلق في وجهه الأبواب جميعها لاصلاح ذاك الخطأ...
فلنجعل أنفسنا من أولئك الذين ينصحون ويختصرون ....
"نبه على الخطأ باختصار ..ولا تلق محاضرة"
من كتاب "استمتع بحياتك" للدكتور العريفي...